ارتفاعات متوقعة في أسعار الدواجن وبيض المائدة بعد نفوق الطيور في العاصفة الرملية الأخيرة

تسببت العاصفة الترابية وارتفاع درجات الحرارة، الأسبوع الماضى، فى نفوق كمية كبيرة من الدواجن بمزارع التسمين وبيض المائدة، ما دفع إلى توقعات من عاملين فى القطاع بتراجع كمية المعروض خلال الفترة المقبلة، وبالتبعية ارتفاع الأسعار.
وشهدت مصر الجمعة الماضية عاصفة ترابية ورياحا شديدة مع سقوط أمطار وارتفاعا فى درجة الحرارة استمر حتى اليوم التالى، فيما وصلت درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية، بحسب هيئة الأرصاد الجوية.
قال عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية، إن أكثر من 75% من مزارع الدواجن وبيض المائدة تعمل بالنظام المفتوح، وهو الأكثر عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية، مشيرا إلى ارتفاع نسبة النفوق خلال يومى العاصفة الترابية وارتفاع درجة الحرارة.
وأضاف أن نفوق الدواجن أثر على الأسعار فى المزارع خلال تعاملات يوم الأحد، حيث وصل سعر كيلو الدواجن إلى 68 جنيها فى المزرعة، بعد فترة استقرار استمرت لمدة أسبوعين عند 62 جنيها للكيلو.
ويرى السيد أن تحول المزارع للعمل بالنظام المغلق بدلا من النظام المفتوح، أصبح أمرا ضروريا، لحماية الدواجن من التغيرات المناخية الخارجية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة المتوقع خلال الفترة المقبلة، لكن يؤكد أن «المنتج يخشى من التعرض لخسائر فادحة فى ظل الأزمات التى تعرض لها خلال الفترة الماضية، من ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج وانخفاض سعر بيع المنتج النهائى، فكيف سيتحمل تكلفة التحول للنظام المفتوح والسوق غير مستقرة».
وشدد على ضرورة دعم المربين من خلال استمرار توفير الأعلاف بأسعار مناسبة، وتحديد سعر بيع عادل بناء على التكلفة، لافتا إلى أن استقرار المربين سيؤدى إلى انخفاض الأسعار وزيادة المعروض من الدواجن.
وتوقع السيد أن ترتفع الأسعار خلال الأيام المقبلة مرة أخرى بسبب العاصفة الترابية الأخيرة، خاصة أسعار البيض، موضحا أن نسبة النفوق الأكبر كانت فى مزارع بيض المائدة، مضيفا أن سعر الطبق حاليا والمتداول عند 95 جنيها فى المزرعة، أقل من تكلفة الإنتاج بنسبة كبيرة.
من جانبه قال حمادة إبراهيم، الأمين العام لشعبة بيض المائدة باتحاد منتجى الدواجن، إن نسبة النفوق فى دواجن البياض كانت مرتفعة جدا، ضاربا المثال بإحدى المزارع فى محافظة الإسماعيلية والتى شهدت نفوق 8 آلاف طائر من إجمالى 20 ألف طائر.
وأضاف إبراهيم أن نفوق دواجن البياض سيستمر تأثيره لفترة طويلة مقبلة، موضحا أن دورة التربية فى قطاع البيض تحتاج إلى عدة أشهر، متوقعا ارتفاعات شديدة فى الأسعار الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن الفترة الماضية شهدت خروج عدد كبير من المنتجين بسبب الخسائر الفادحة التى يتعرضون لها، ما سيظهر فى التراجع الكبير فى المعروض خلال الشهر المقبل على الأقل.
وأوضح أن تراجع سعر طن الأعلاف من 24 ألف جنيه إلى 20 ألفا، أدى إلى انخفاض تكلفة إنتاج طبق البيض من 138 جنيها إلى 116 جنيها، بينما يسجل سعر الكرتونة حاليا 95 جنيها، وكان 75 جنيها منذ أسبوعين، أى أن التاجر كان يتعرض لخسائر تصل إلى 41 جنيها فى الكرتونة.
واتفق السيد مع رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة بشأن ضرورة التحول إلى عمل المزارع بالنظام المغلق بدلا من النظام المفتوح، لافتا إلى أن جميع صغار المربين يعملون بالنظام القديم، والذين يشكلون النسبة الأكبر من القطاع.
وشدد على ضرورة التوسع فى دورات تحسين التربية واستخدام الأساليب الحديثة التى تحمى الدواجن من التغيرات المناخية، ولكنه يرى أن هذا التحول لن يحدث إلا بعد أن تستقر السوق وتتوقف الخسائر التى يتعرض لها المنتج.
من جانبه قال أحمد محمود صاحب إحدى مزارع بيض المائدة بالشرقية، إن سوء الأحوال الجوية أثر على إنتاجية الدواجن بنسبة لا تقل عن 20%، ما سيؤدى بالتبعية إلى ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة بنسبة قد تصل إلى 40%.
وأوضح محمود أن القطاع يتعرض لضغوط كبيرة، منها انخفاض سعر البيع عن تكلفة الإنتاج بقيمة تصل إلى نحو 20 جنيها فى كل طبق.
وأرجع انخفاض سعر البيع إلى زيادة المعروض من بيض المائدة خلال الشهرين الماضيين، بسبب قلة الطلب بنسبة كبيرة واستمرار الإنتاج، ما أدى إلى هبوط سعر الطبق إلى 70 جنيها فى بعض الأوقات.