نماء نيوز الموقع العربي الأول المتخصص في الأخبار الزراعية
اسلام عامر
في معرضه الفوتوغرافي المميز، يقدم الفنان *روماني حافظ* تجربة فنية فريدة تعيد صياغة مفهوم التصوير الفوتوغرافي كفن تشكيلي ينجح في تصوير الرهبنة القبطية من زوايا غير مألوفة. من خلال عدسة الأبيض والأسود، يخلق حافظ حوارًا بصريًا بين المادة والروح، ليعيد تفسير الحياة الرهبانية كحالة تأملية عميقة.
لغة الفن التشكيلي في التصوير
رؤية روماني حافظ لا تقتصر على التقاط صور تقليدية؛ بل تمتد إلى تحويل التصوير الفوتوغرافي إلى وسيلة تعبير تشكيلي تعكس أبعادًا أعمق. الصور تدمج بين الجماليات الفنية والمعاني الروحية، متجاوزة الشكل المادي لتصور العزلة والروحانية التي تشكل جوهر الحياة الرهبانية.
الأبيض والأسود: أداة التعبير
اختيار حافظ للأبيض والأسود هو تجريد متعمد لإزالة أي عناصر مشتتة، مما يمنح المشاهد فرصة للتعمق في جوهر المشهد. هذه الثنائية تمنح الصور قوة عاطفية وتسمح بتسليط الضوء على التفاصيل الدقيقة للعمارة الرهبانية، مع التركيز على الظلال والنور كعناصر تشكيلية تضيف أبعادًا رمزية.
الرهبنة كحالة بصرية وروحية
في أعماله، ينجح حافظ في التقاط الحياة الرهبانية كحالة بصرية وروحية متكاملة. تظهر الصور الصمت الذي يلف الأديرة، العزلة التي تعكس انقطاع الرهبان عن العالم الخارجي، والطقوس التي تجسد الروحانية العميقة. هذه العناصر تتحول إلى مكونات فنية تُبرز الجوهر الإنساني والديني للرهبنة.
### الفن كوسيلة لتجاوز المادة
من خلال عدسته، يثبت روماني حافظ أن الفن قادر على تجاوز المادة ليصبح وسيلة لاستكشاف الروحانية. الصور لا تمثل مجرد مشاهد معمارية أو لقطات للحياة اليومية، بل هي انعكاس لحالة تأملية تدعو المشاهد للتفكير في العلاقة بين الإنسان والمقدس، وبين الصمت والكلام، وبين الشكل والجوهر.
### تجربة فنية للتأمل
معرض روماني حافظ ليس مجرد عرض فوتوغرافي تقليدي؛ بل هو تجربة فنية تدعو للتأمل والتواصل مع المعاني الأعمق للرهبنة. حافظ ينجح في استخدام التصوير كأداء تشكيلي تتيح للمشاهد فرصة للغوص في تفاصيل الحياة الرهبانية، والتفكير في معاني الروحانية والعزلة والارتباط بالمقدس.
باختصار، يثبت معرض روماني حافظ كيف يمكن للفن التشكيلي، من خلال التصوير الفوتوغرافي، أن يكون وسيلة قوية لتصوير الرهبنة. إنه فن يتجاوز الشكل ليصل إلى عمق الروح، مقدّمًا تجربة بصرية وروحية تلامس القلب والعقل معًا.
