الخميس , سبتمبر 19 2024

شركات: ارتفاع الطلب على التمور المصرية.. الصين تستهدف حرق الأسعار

يعتبر محصول التمر من المحاصيل الإستراتيجية الهامة في مصر، إذ تعَدُ مصر أكبر منتج للتمور على المستويين العربي والعالمي، تليها إيران والسعودية، حيث تنتج مصر 18 بالمئة من إجمالي الإنتاج العالمي، و23 بالمئة من الإنتاج العربي، وتنتشر زراعة النخيل فى جميع محافظات البلاد تقريبا.

فقد عرف الريف المصري زراعة النخيل منذ عصور ضاربة في جذور التاريخ البشري، تعود إلى العصر الحجري القديم منذ 20 ألف سنة قبل التاريخ، حيث سبق العثور على بقايا جذوع النخل بمناطق الواحات.

وتساعد الظروف المناخية من مناخ صحراوي إلى شبه صحراوى إلى مناخ البحر الأبيض المتوسط في تحديد الأصناف الملائمة ، مما يتيح لمصر إنتاج مختلف أصناف التمر بكفاءة عالية. ويوجد فى مصر 15 صنفا من البلح منها: (الحياني، الزغلول، السماني، الأمهات، بنت عيشة، العمري، السيوي، العجلاني، الحجازي الأبيض، السكوتى، البرتمودا، الجنديلة).

حديثا: يصل إجمالى أعداد النخيل فى مصر إلى ما يقرب من 20 مليون نخلة، تنتج ما يزيد عن مليون و700 ألف طن تمور سنويا . وحصلت 200 مزرعة نخيل بواحة سيوة على شهادة المطابقة للإنتاج العضوي وفقاً للوائح والتشريعات الأوروبية والأمريكية، ما يفتح المجال لأصحاب المزارع في تسويق منتجاتهم بطريقة أفضل وبسعر أعلى، وسيساهم فى تنافسية التمور المصرية على المستويين الإقليمي والدولي.

وتصدر التمور المصرية الى أسواق 42 دولة مختلفة يأتى على رأسها إندونيسيا والمغرب وماليزيا وبنجلاديش وتايلاند، كما تم فتح أسواق جديدة في أفريقيا آسيا وأوروبا.

فقد حققت صادرات التمور المصرية خلال الربع الأول من العام 2018 نمواً كبيراً بنسبة زيادة بلغت حوالى 70% حيث بلغت 30 ألف طن بقيمة 29.4 مليون دولار مقارنة بـ17.8 ألف طن خلال نفس الفترة من عام 2017، محققةً بذلك نسبة 88% من اجمالى صادرات التمور المصرية عام 2017 .

وفى يناير 2017 نظمت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو” بالتعاون مع وزارتي الصناعة والتجارة، والزراعة، وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، ومنظمة اليونيدو، ورشة عمل إفتتاحية لمشروع التعاون الفني لتطوير سلسلة القيمة للتمور في مصر ضمن استراتيجية تطوير قطاع النخيل والتمور في مصر التي تم تدشينها خلال مهرجان التمور الثاني في سيوه أكتوبر 2016 .

حيث تهدف إستراتيجية تطوير قطاع النخيل والتمور، في مصر، خلال خمس سنوات (2017-2021) إلى زيادة التصدير من 38 ألف طن إلى 120 ألف طن سنويا ، ورفع متوسط سعر التصدير من 1000 دولار للطن الى 1500 دولار، وتوفير المزيد من فرص التشغيل للشباب حيث تعد صناعة التمور من الصناعات كثيفة العمالة.

وقد منحت منظمة (الفاو) نظام إنتاج التمور بواحة سيوة شهادة (نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية GIAHS )، بما يجعل من هذه الواحة منطقة تراث زراعي ذات أهمية عالمية لحفاظها على النظم البيئية والتراثية في زراعة النخيل، حيث تضم واحة سيوة نحو 700 ألف نخلة تنتج نحو 84 ألف طن تمور أى بمعدل 120 كجم للنخلة، وإجمالى المساحة المنزرعة بالنخيل فى واحة سيوة 5600 فدانا.

وتم إفتتاح مصنع سيوة للتمور، بتمويل من (جائزة خليفة الدولية لنخيل التمور) بدولة الإمارات لإعادة تأهيل المصنع وتشغيله، بعد توقف عن العمل لمدة 10 سنوات، وبلغت التكلفة النهائية خمسة ملايين جنيه مصري.

وإلى جانب تراثية واحة سيوة تعَدُ محافظة الوادي الجديد الأولى فى إنتاج التمور المصرية، حيث تزخر بمختلف أنواع التمور التى تتجاوز 13 نوعا ، كما يوجد بالمحافظة مايقرب من 2 مليون نخلة على مساحة 19 ألف فدان، وعدد 56 مصنعا ووحدة تصنيع، ويرتبط موسم جنى البلح بموروثات ثقافية لأهل الواحات، وبلغ انتاج المحافظة فى عام 2017 ما يزيد عن 40 ألف طن من التمور الخام من أعلى الأصناف جودة والتى يقوم بتصنيعها 56 مصنعا موزعين على مستوى مركزى الخارجة والداخلة.

ويحتل مجمع التمور الرئيسى المركز الأول من حيث كمية الإنتاج حيث تبلغ الطاقة الانتاجية للمجمع حوالى 5000 طن كل عام، ويتم تصنيع 1500 طن خلال موسم الحصاد ويعتبر أكبر مجمع لانتاج وتصنيع التمور، تم انشائه عام 1963، ثم تحول عام 2010م، إلى مجمع تمور الوادي الجديد بمنحة من وزارة التعاون الدولي بقيمة 20 مليون جنيه لتطوير صناعة البلح بالمحافظة، تنفذ على عدة مراحل، ويتكون المجمع من مصنعين: الاول: لتصنيع وتعبئة البلح، والثاني: مصنع عسل البلح، وتم انشاؤة بمبلغ 5 مليون من منحة وزارة التعاون الدولى.

وتعتبر محافظة أسوان ثاني أكبر منتج للتمور في مصر، وتشتهر بإنتاج التمور الجافة في حين تشتهر الوادى الجديد بإنتاج التمور الرطبة. يصل عدد النخيل في أسوان إلي مليون و843 ألف نخلة والمثمر منها مليون و89 ألف نخلة ينتج منها حوالي 99 ألف
طن بلح، ويعتبر مركز نصر النوبة أكبر المراكز في إنتاج البلح بعدد 566 ألف نخلة، ثم مركز إدفو بعدد 409 آلاف نخلة، ثم مركز كوم امبو بعدد 388 ألف نخلة، ومركز دراو بعدد 281 ألف نخلة، ومركز أسوان بعدد 183 ألف نخلة، زضفاف بحيرة ناصر وبها 1600 نخلة.

وتحرص الدولة على إعداد خطط تستهدف النهوض بزراعة وإنتاج النخيل والتمور، وإقامة عدد من الصناعات التكميلية للإنتاج بمختلف مناطق زراعة النخيل في البلاد، مع توفير مناطق لوجستية ترتبط بمختلف موانئ التصدير لزيادة عائد الدولة من إنتاج التمور.

وفي نوفمبر 2018 أقيم المهرجان الدولي الرابع للتمور على أرض واحة سيوة، وكان بمثابة رسالة أمام العالم على صدارة مصر في هذا المنتج الحيوي.

من جهته، قال راتب سيد محمد، رئيس الشركة المصرية المتحدة للتمور، أن أغلب إنتاجهم من التمور يصدر إلى دولة المغرب. وأوضح أن الطاقة الإنتاجية من محصول التمر الخام في واحة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد تصل إلى حوالي 30 ألف طن سنويا، تقسم كالتالي: حوالى 12 ألف طن يصدر لدولة المغرب ، وحوالي 3 آلاف طن يصدر لأسواق شرق آسيا، في حين أن الباقي يسوق محليا.

سألنا صاحب مصنع تمور “المصرية” عما تردد من أخبار حول فتح دولة الصين لأسواقها أمام صادرات التمور المصرية ، فقال لمجلة “نماء” : إن الصين غير جادة في هذه المسألة لأنها تريد أن تبخس التمر المصري حقه، تريد أن تشتريه بسعر أرخص مما يستحق، وأوضح أن الصين تريد أن يصلها كيلو التمر المصري ب 12 جنيه، وهو لا يغطي تكلفة الزراعة ولا الإنتاج وأعتبر أن هذا بخس للتمر المصري الذي يباع بأغلى من ذلك. وضرب مثلا بدولة المغرب التي تشتري التمر المصري بأغلى من ذلك بكثير حيث تشتري الطن من 2100 إلى 2300 دولار يتفاوت حسب النوع والجودة .

وفيما يتعلق بمدى التعاون بين القطاعين العام والخاص في تحسين أوضاع التصدير، قلل رئيس الشركة المتحدة للتمور من شأن التعاون ، وأوضح أن الأمور تسير وفق طاقة كل طرف في الإنتاج وأيضا في قدرته على فتح أسواق خارجية لمنتجاته.
فكله حسب طاقته الإنتاجية وما يفتح أمامه من الأسواق الخارجية. مثمنا عمليات التوسع الجارية في زراعة أشجار النخيل من قبل الحكومة.

عن علي عبدالعال

شاهد أيضاً

‫ وزير الزراعة يعلن فتح السوق الكوستاريكي أمام صادرات مصر من البصل

اعلن علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي فتح السوق الكوستاريكي أمام صادرات مصر من البصل الطازج، عقب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *