الخميس , سبتمبر 19 2024

جدل زائف.. قصب ولا بنجر؟

محمد نجم

عرضنا في المقال السابق حيثيات أنشاء شركة القناه للسكر مصنع جديد لانتاج السكر من البنجر ، وأسباب تعثره من عام ٢٠١٩ وحتى الآن، وقد تصادف ذلك مع جدل دائر فى المجتمع المصرى بين المهتمين بقطاع السكر ، زراعة وتصنيعا واستيرادا وتصديرا ، حول القصب والبنجر وأيهما جدير بالتوسع في زراعته ؟ لتعويض الفرص الاستثمارية الضائعة فى هذا القطاع القابل للنمو بمعدلات كبيره.

بداية تجدر الاشارة إلى أن مصر تنتج حوالى ثلاثة ملايين طن سكر سنويا ، منها حوالى مليون طن من القصب المزوع على مساحة ٣٢٥ فدان ، ومليون و٨٠٠ الف طن من البنجر المزروع على مساحة ٦٠٠ ألف فدان ، بالاضافه ال٢٠٠ الف طن من الجلكوز والهاسترتكوز ويستخدما في صناعة الحلويات ، بينما تستهلك ٣ مليون و٢٠٠ ألف طن ، وهو ما يعنى اننا حققنا نسبة ٩٦ % من الاكتفاء الذاتى من السكر المنتج محليا .

المتحمسون للتوسع فى زراعة البنجر يستندون على بعض مزاياه ، منها إنخفاض تكلفة زراعته وقصر مدتها ، وارتفاع محتواه السكرى ، وانخفاض استهلاكه للمياه مقارنة بالقصب.

والمتحمسون للقصب يقولون إن سكره أفضل ، ويتحمل الحرارة ، والفدان ينتج ٤٠ طن مقارنة مع فدان البنجر الذى ينتج من ٣٠ الى ٣٥ طن فقط ، كما تستخدم مصاصة القصب (الباجاس) فى صناعة الورق أو إنتاج الطاقة ، والأهم والذى لا يمكن الاستغناء عنه هو ( العصير ) المنتج من القصب والذى “يدمنه” غالبية المصريين ، خاصة في شهور الصيف حيث يروى ظمأهم ويخفف عليهم وطأة الحر الشديد !

خبراء الزراعة وعلى رأسهم د. سعد نصار محافظ الفيوم الأسبق يرون انه لا يمكن التوسع في محصول على حساب الآخر ، ويجب الإلتزام بمبدأ التوازن بين المحاصيل المختلفة ، لأن كل منها له مميزاته استخداماته الضرورية ، والأهم تطوير الزراعات الحاليه حيث يمكن زيادة انتاج فدان القصب الي ٦٠ طن باستخدام طريقة ( الشتل ) وهى مثل ( حش البرسيم ) مع الرى بالتنقيط لخفض كمية المياه من ١١ ألف حاليا إلى ٥ آلاف فقط للفدان، وتسوية الأرض بالليزر، ورعاية المحصول بصفة دائمة.

أما البنجر فيمكن زيادة مساحة زراعته إلى مليون فدان ، وبشرط استخدام تقاوى ( وحيدة الأجنة ) والتي تتميز بكثافة حجم الإنتاج بدلا من التقاوى الحالية ( المتعددى الأجنة ) والمعنى انه يمكن زيادة المساحة المزروعة من المحصولين مع إقامة صناعات تكاملية عليهما ، ولكن لابد من إعادة النظر فى سياسة التسعير الحالية ، وأن تعلن أسعار التوريد قبل الزراعة وليس وقت الحصاد ، مع تفعيل ضم السكر إلى البورصة السلعية .

والخلاصة اننا على وشك الوصول إلى الاكتفاء الذاتى من السكر المنتج محليا ، بل توجد لدينا طاقات معطلة فى بعض مصانعنا والتي يبلغ عددها ١٤ مصنع ، وخاصة مصنع السكر التابع لشركة الحوامدية والذى تبلغ نسبة الطاقة المعطلة به حوالى ٢٥ % ولكن كل ما تقدم لا يعني رفض أى استثمارات جديده فى هذا القطاع ، ولكن بشرط ألا تكون خصما من الشركات والمصانع المصرية المحلية ذات التاريخ والقدرة والمتفوقة إقليميا على الاقل.

عن علي عبدالعال

شاهد أيضاً

وزير الزراعة يوافق على صرف 274 مليون جنيه تمويلاً جديداً للمشروع القومى للبتلو

قال المهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة وإستصلاح الأراضى، أن مجلس إدارة المشروع القومى للبتلو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *