الخميس , سبتمبر 19 2024

محاصيل ملحية وموفرة للمياه.. خطة مصر لتحقيق الزراعة المستدامة

لجأت الحكومة للقرارات السابقة في محاولة متأخرة للتعامل مع الأزمات التي تواجه قطاع الزراعة في مصر، وعلى رأسها نقص حصة مصر المائية مع الزيادة المطردة للسكان وثبات حصتها المائية على مدار القرن الماضي، وفاقم الوضع بناء سد النهضة الإثيوبي الذي يقلص حصة المائية بمقدار الثلث خلال فترة الملء، وفقا لتقديرات خبراء مصريين، علاوة على ارتفاع معدلات تصحر الأراضي الزراعية التي تمثل 4% من مساحة مصر، إذ تتعرض 3.5 فدان للتصحر كل ساعة، حسب إحصائيات الأمم المتحدة، وهي أزمات تهدد الأمن الغذائي للمصريين.

في ظل هذه الأزمة ظهرت تجارب ناجحة لزراعة نباتات ملحية وأخرى موفرة للمياه، بديلا للمحاصيل الاستراتيجية في مصر، يمكنها أن تعالج مشكلة أبوزيد وأقرانه، فحل نبات الاستيفيا بديلا عن قصب السكر، والأرز الجاف بديلا عن الأرز العادي، ونوع هجين من الذرة الرفيعة بديلا عن الأخرى التي تحتاج لمياه أكثر، إضافة إلى الساليكوريا الذي يروى بمياه مالحة، وينتج منه العلف ويحل بديلا عن البرسيم، وللأخير ميزتين إذ أنه يوفر كميات كبيرة من المياه العذبة، ويوفر مساحات كبيرة من الأراضي يمكن زراعتها بالقمح بدلا عن البرسيم المُستخدم كغذاء للماشية.

وتنفذ وزارة الزراعة، ممثلة في مركز التميز للزراعات الملحية بمركز بحوث الصحراء، مشروعا بالتعاون مع المركز الدولي للزراعات الملحية بدولة الإمارات، لإنتاج بذور المحاصيل المتحملة للملوحة والمتأقلمة مع الظروف المناخية الزراعية في مصر.
بدأ المشروع في عام 2015، ويتم خلاله تقييم أكثر من 500 سلالة وراثية تتبع أكثر من 15 نوعا من المحاصيل العلفية والمحاصيل الحقلية في ظل ظروف الإجهاد في سيناء، ومناطق غرب القناة وفي الوادي الجديد.
كما قعت وزارة الزراعة اتفاقية مع شركة «B.O.S» الكورية، أغسطس 2017، تزرع بموجبها الأخيرة 300 ألف فدان، جنوب شرق منخفض القطارة، بنبات الاستيفيا، الذي يُعد بديلًا لمحصول قصب السكّر.
وقال الدكتور عبدالفتاح بدر، باحث بالمركز القومي للبحوث الزراعية، إن لجوء الحكومة للتوسع في زراعة نبات الاستيفيا خطوة تأخرت كثيرا نظرا لفوائده المتعددة، فهو يتمتع بمعدل حلاوة تعادل 200 مرة ضعف حلاوة سكّر القصب، علاوة على أنه يستهلك مياه أقل بنسبة 90% عما يستهلكه قصب السكر، لذلك فهو خيار مثالي لترشيد استهلاك المياه.

يمكن للاستيفيا أن يشكل مصدرا جيدا للدخل للمزارعين، فقد أكد عبدالفتاح أن الجرام الواحد من نبات الاستفيا يعادل 250 جراما من السكر من الناتج عن البنجر أو قصب السكر، كما أنه يزيد إنتاجية الأرض الزراعية، ففدان البنجر يعطى ما بين 5،2: 3 أطنان سكر، والقصب حوالي 5،4 طن من السكر، بينما فدان الاستيفيا يعطى حوالي 400 كجم من خلاصة المادة المحلية، تعادل 80 طنا من السكر.
وأوضح أن هناك 5 آلاف فدان مزروعة بنبات الاستيفيا في محافظة بني سويف ووادي النطرون، خلافا لـ300 فدان الأخرى التي تزرعها الشركة الكورية، ويزرع خلال شهري فبراير ومارس، ويمكن زراعته بالأراضي الطينية أو الرملية، ويدخل في تصنيع 600 منتج غذائي داخل 36 حتى الآن، كما أن له نشاط مضاد للبكتيريا، وله استخدامات طبية عديدة.

ومن الاستيفيا إلى الأرز، فقد نجحت محطة بحوث سخا في محافظة كفر الشيخ، التابعة لمركز البحوث الزراعية، في استنباط أصناف جديدة توفر ثلث المياه التي يستهلكها الأرز التقليدي، وهو ما دفع الحكومة إلى السماح بزيادة المساحة المنزرعة بالأرز إلى مليون و75 ألف فدان.
بدأت محافظة البحر الأحمر، نهاية 2018، في زراعة نبات الساليكورنيا، الذي يروى بمياه مالحة، ويمكن استخدامه خضارًا وعلفًا ووقودًا حيويًّا، بالتعاون بين المركز الدولي للزراعة الملحية “إكبا”، ووزارة الزراعة المصرية، بعد نجاح تجارب المركز لزراعته في دولة الإمارات.

وقد نجحت التجربة التي بدأت قبل 3 سنوات، عبر زراعة 4 أفدنة، في منطقتي القلعان بمدينة مرسى علم، والأخرى جنوب رأس غارب، ويتم استخدامه كعلف للماشية حتى الآن، ويشكل الساليكورنيا فائدة عالية للمزارعين الموجودين في المناطق المتاخمة للبحار والمحيطات.

عن علي عبدالعال

شاهد أيضاً

‫ وزير الزراعة يعلن فتح السوق الكوستاريكي أمام صادرات مصر من البصل

اعلن علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي فتح السوق الكوستاريكي أمام صادرات مصر من البصل الطازج، عقب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *