الخميس , ديسمبر 5 2024

الزراعة على المصاطب اتجاه جديد يوفر المياه والحماية للمحصول

تعد قطاعات الموارد المائية والري والزراعة الأكثر عرضة لمخاطر تغيرات المناخ في مصر، وفق التقرير الذي قدمته مصر لاتفاقية الأمم المتحدة في 2018.

فالتغيرات المناخية تسبب الجفاف وقلة هطول الأمطار ونقص المياه، لذلك أصبح توفير المياه اللازمة للزراعة قضية ذات أولوية، لا سيما وأن المشكلة تتفاقم مع زيادة عدد السكّان وزيادة الحاجة إلى إنتاج الغذاء الذي يتطلب المزيد من المياه.

كما أن الزراعة المصرية تعاني مشكلات عديدة منها ملوحة التربة، أي زيادة معدل الأملاح في التربة مما يجعل من الصعب زراعتها، ووفقاً لتصريحات سابقة للدكتور نعيم مصيلحي الرئيس السابق لمركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة، فإن 25% من الأراضى المنزرعة فى منطقة دلتا وادى النيل تعانى من مشكلة ملوحة التربة، وبالتوازي، تتسبب التغيرات المناخية أيضاً في زيادة ملوحة التربة وتجعل من الصعب زراعتها.

وفي السنوات الأخيرة ظهرت طرق زراعة حديثة تسمى بـ”الطرق الذكية مناخياً” أي القادرة على التكيف مع تغير المناخ، ومن هذه الطرق، الزراعة على المصاطب، ويتم فيها زراعة المحاصيل على “مصاطب”، أي على تدرجات أعلى من مستوى سطح الأرض الزراعية، ولها فوائد عديدة في توفير المياه، وصرف المياه الزائدة عن حاجة النباتات مما يحميها من التلف.

وأجرى باحثون مصريون، في إطار دراسة مصرية منشورة في المجلة المصرية للهندسة الزراعية في العام الماضي، تجارب حقلية لدراسة تأثير طريقة الزراعة على المصاطب المطورة على إنتاجية القمح وكمية المياه المستخدمة، ومقارنتها بطريقة الزراعة التقليدية بنظام الأحواض المستوية.

ووجدت الدراسة أن زراعة القمح على مصاطب أدت إلى توفير مياه الري مقارنة بطريقة الأحواض المستوية التقليدية.وفي السنوات الأخيرة، بدأ مزارعون مصريون اتباع هذه الطريقة في الزراعة للتكيف مع آثار التغيرات المناخية، فمن ناحية توفر المياه، ومن ناحية أخرى تساعد على حماية المحاصيل من المياه الزائدة في حالة غزارة الأمطار، كما وفرت لهم حماية من بعض الآفات الزراعية.

ووجدت دراسة مصرية أخرى في عام 2019، أن أهم التحديات التي تواجه المزارعين أمام استخدام هذه الطريقة، هي عدم قدرة المزارعين على شراء الآلات الزراعية، وتفتت الحيازات الزراعية وصغر حجمها، وارتفاع تكلفتها مقارنة بالطريقة التقليدية لما تتطلبه من حرث وتسوية، وعدم توفر الآلات بشكل كبير، ونقص العمالة الفنية المدربة عليها.

وفي هذا الفيديو تعرض “الشروق” نموذجا لتجربة زراعة محصول “الفول” على المصاطب في مركز أبو حمّاد في الشرقية، وهي جزء من مشروع “دعم أصحاب الحيازات الصغيرة في مواجهة التغيرات المناخية” بالتعاون مع مؤسسة “ايكاردا” ومركز البحوث الزراعية.

عن المحرر

شاهد أيضاً

بنك مصر يدير تحالفا مصرفيا لمنح 110 ملايين دولار لإنشاء مصنع للحاصلات الزراعية

يعتزم تحالف بنوك محلية ترتيب قرض مشترك بقيمة ١١٠ ملايين دولار لصالح شركة «مافى» للحاصلات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *