الخميس , سبتمبر 19 2024

هل يصبح الليزر والطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي مستقبل الزراعة؟

في عملية الزراعة والحراثة، لا يوجد ما هو أكثر إزعاجا من إزالة الأعشاب الضارة، ولكن التكنولوجيا الجديدة تساعد المزارعين في جميع أنحاء العالم على التخلص من الأعشاب الضارة بطريقة أكثر كفاءة ومراعاة للبيئة.

تقول ديانا كوفار نائبة رئيس أنظمة الإنتاج والزراعة الدقيقة في شركة جون دير John Deere الأمريكية العملاقة للمعدات الزراعية، إن آلة رش الأعشاب الجديدة التي تسحبها الجرارات يمكن أن تقلل من استخدام مبيدات الأعشاب بنسبة الثلثين.

ويبدو النظام المسمى سي آند سبراي ألتيمت See & Spray Ultimate، وكأنه بخاخ حقل نموذجي تقليدي، إذ يمتد ذراعان طويلان على جانبي الجرار، مزودين بفوهات الرش المنتشرة على طول الجانب السفلي لكل منهما.

لكن ما يجعل هذا النظام مميزا وعالي التقنية هو أنه مزود بـ 36 كاميرا، تقوم بفحص النباتات التي أمامها باستمرار، ويمكنها التمييز على الفور بين المحصول، والحشائش الضارة.

ويتم التحكم بهذا النظام عن طريق برمجيات الذكاء الاصطناعي (AI)، إذ تعمل الرشاشات المتصلة على رش مبيدات الأعشاب مستهدفة الحشائش الضارة فقط بدلا من رش الحقل بأكمله من دون تمييز.

تقول كوفار: “تلتقط الكاميرات الموجودة في نظامنا مليوني بكسل في الثانية، ما يجعل هذا النظام فعالا وسريعا بشكل منقطع النظير”.

ولمساعدة البرنامج في التعرف على الأعشاب الضارة ، توفر شركة جون دير أكثر من 300 مليون صورة في قاعدة بياناتها.

يعمل النظام حاليا على ثلاثة محاصيل فقط هي الذرة وفول الصويا والقطن، كما أنه متوفر حتى الآن في الولايات المتحدة بشكل حصري.

بالنسبة للمزارعين في أماكن أخرى من العالم، طور عدد من الشركات المنافسة، الكبيرة والصغيرة على حد سواء، تقنيات ذكية لإزالة الأعشاب الضارة. ومن بين هؤلاء شركة بوش باسف سمارت فارمينغ Bosch BASF Smart Farming الألمانية، التي يُطلق على آلة إزالة الأعشاب الضارة التي تعمل باستخدام الكاميرا لديها اسم Smart Spraying Solution.

يقول نداف بوشر، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة غرينآي تيكنولوجي Greeneye Technology الإسرائيلية، وهي الأخرى شركة مصنعة لأنظمة إزالة الأعشاب الدقيقة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي: “يتمثل التحدي الأكبر في الزراعة في حقيقة أن الأعشاب الضارة تتنافس مع المحاصيل على المساحة والغذاء والمياه”.

وتعليقات بوشر تماثل ما أفادت به دراسة صدرت عام 2021 إذ قالت إن التكلفة المالية السنوية الناجمة عن وجود الأعشاب الضارة ضمن محصول واحد محدد، ألا وهو القمح الشتوي في الولايات المتحدة وكندا، يمكن أن تصل إلى 2.2 مليار دولار (1.8 مليار جنيه إسترليني).

ويقول بوشر، الذي يدعي أن النظام الذي تستخدمه شركته يمكنه تقليل مستويات الضرر بنسبة 80 في المئة: “من الصعب تخيل نوع الضرر الكارثي الذي أحدثته الزراعة في العقود الماضية، بسبب الاستخدام المفرط لمبيدات الأعشاب”.

وأضاف: “إن ذلك يؤدي إلى هذا المستوى المرتفع من تلوث التربة، الذي يعود بالضرر علينا كمستهلكين، ويضر بالنظام البيئي بأكمله”.

عن المحرر

شاهد أيضاً

‫ وزير الزراعة يعلن فتح السوق الكوستاريكي أمام صادرات مصر من البصل

اعلن علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي فتح السوق الكوستاريكي أمام صادرات مصر من البصل الطازج، عقب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *