الخميس , سبتمبر 19 2024
أخبار عاجلة

من القمح لزراعة اللب.. لماذا هجر فلاحون محاصيل استراتيجية؟

حثا عن ربح أكثر، وربما لتغطية احتياجات شخصية في ظل غلاء المعيشة، وارتفاع نسب التضخم، هجر فلاحون زراعات تعرف بالاستراتيجية كالقمح والأرز إلى صالح زراعات أخرى مثل المانجو واللب وغيرهما، على أمل تحقيق عائد مادي أكبر.

طيلة 20 عاما مضت، اعتاد عبد الفتاح محمد، تخصيص جزء كبير من أراضيه لزراعة قصب السكر، الذي يعد محصولا أساسيا في محافظة قنا، لارتباطه بتوريد القصب سنويا لشركة السكر والصناعات التكاملية بالمحافظة، لكن ذلك اختلف هذا العام، ليقلل مساحة الأرض المنزرعة بالقصب إلى النصف، وزراعة أشياء أخرى تعود عليه بالنفع المادي، لارتفاع تكلفة الزراعة.

“سعر طن القصب قليل جدا ومش مكفي يسدد تكاليف الزراعة”، يقولها عبد الفتاح، الذي وجد نفسه مجبرا بعد ارتفاع تكاليف زراعة القصب من أسمدة وعمالة وغيرها من مصاريف أخرى في ظل انخفاض العائد، بالبحث عن محاصيل أخرى أكثر دخلا من هذا المحصول الذي اعتاد على زراعته لسنوات طويلة على مساحة فدانين: “سعر الطن 1100 وده قليل جدا بالنسبة للتكاليف”، ليقترح عليه أحد جيرانه من المزارعين تحويل تلك المساحة لزراعة المانجو باختلاف أصنافها وأنواعها التي يكثر عليها الطلب من المواطنين يقول “فلوس المانجا ضعف فلوس القصب” يقولها عبد الفتاح.

“كل جنينة وليها سعرها وأقل واحدة تجيب فلوس أكتر من القصب”، يستكمل عبد الفتاح صاحب الـ52 عاما، بحسب ما أخبره جاره الذي قام بتحويل مساحة أرض “فدان” لديه إلى جنينة، وجنى أولى ثمارها العام الماضي بزيادة أكثر من الضعف مقارنة بمحصول القصب يقول عبد الفتاح “كل حاجة سعرها زاد وتكلفة الزراعة بقت صعبة على الفلاحين”، لذا وجد أن الحل الأمثل هو الاستجابة لنصيحة جاره واستغلال الأراضي التي يملكها في زراعة محصول أكثر دخلا.

أحد أبرز الزراعات التي اتجه لها بعض مزارعي الوجه البحري، كانت “لب الكاوتش” الذي ينتج الفدان منه ما بين 600 كيلو إلى 800 ويستخرج من البطيخ، ولا يحتاج الأمر سوى 90 يوما، ثم بيعه أو تصديره.

“الفلاح في الوقت الحالي ممكن يجري خلف الربع جنيه الزيادة”، على نفس المنوال يقول عبد الكريم الحسيني نقيب الفلاحين في الشرقية، مبررا الأسباب التي تدفع العديد من الفلاحين التخلي عن زراعة بعض المحاصيل الاستراتيجية مثل الأرز والقمح وغيرها، والبحث عن محاصيل أخرى أكثر دخلا لزراعتها قائلا “العمالة بقت غالية جدا والجاز غالي والفلاح معذور”، لذا يرى أنه من الطبيعي توجه بعض الفلاحين إلى محاصيل أخرى أكثر دخلا.

عن المحرر

شاهد أيضاً

الحكومة تبدأ استقبال القطن من المزارعين فى 6 محافظات

قالت رتيبة محمود، العضو المنتدب لشركة مصر لتجارة وحليج الأقطان ومدير منظومة القطن، إنه تم فتح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *